[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الإِعْلامُ الآلِيُّ
الْحَاسُوبُ. آلَةٌ تَقُومُ بِإِجْــرَاءِ الْعَمَلِيَاتِ الْحِسَابِيَةِ ومُعَالَجَةِ الْبَيَانَاتِ بِدِقَّـةٍ وَسُرْعَةٍ مُذْهِلَةٍ.ويَسْتَطِيعُ الْحَاسُوبُ ) الكمبيوتر ( التَّعَامُلَ مَعَ كَمٍّ هَائِلٍ مِـنَ الْمَعْلُومَاتِ، وحَلِّ الْمَسَائِل الرِّيَاضِيّة الْمُعَقَّدَة. كَمَا يَسْتَطِيعُ اِسْتِيعَاب آلاف البَيَــانَات الْفَرْدِيَة الصَّغِيرَة، وتَحْوِيلِهَا لِمَعْلُومَاتٍ أَكْثَرَ فَائِدَة، بِسُرْعَةٍ مُتَنَاهِيَةٍ وَدِقَّةٍ تَكَادُ لا تُخْفِقُ أبَداً. وفي اِسْتِطَاعَةِ الْحَواسِيب القَوِيَة إِجْرَاء بَلايين الْعَمَلِيَاتِ الْحِسَابِيَة في الثَّانِيَةَ الْوَاحِدَةِ.
وقَدْ غَــيَّرَتِ الْحَوَاسِيبُ الطَّرِيقَةَ الَّتِي يُؤَدِّي بِهَا النَّاسُ أَعْمَالَهُمْ، حَيْثُ تَضْطَّلِعُ(1) بِمَهَامٍ عِدَّة في مَجَالِ الأعْمَالِ التِّجَارِيَّةِ، والتَّعْلِيمِ، والصِّنَاعَةِ، والْمُوَاصَلاتِ، والْمَجَالاتِ الأخْــرَى. وتَقُـومُ الآنَ بِأَدَاِء الْعَدِيد مِنَ الأَعْمَال الْكِتَابِيَة الْمُضْنِـيَة(2) في الْمَكَاتِبِ الَّتِي كَانَ يَقُــومُ بِهَا عَــادَةً عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ الْمُوَظَّفِــينَ الْمَكْـتَبِيين. وتُـــزَوِّدُ الْعُلَمَاءَ والْبَاحِــثِينَ بِفَهْمٍ أَوْضَحٍ لِلطَّبِيعَةِ، وَتُعْطِي الأَشْخَاصَ الَّذِينَ يَتَعَامَلُونَ مَعَ الْكَلِمَةِ طَرِيقَةً فَعَّالَةً لإِعْدَادِ الْوَثَائِقَ، وَتُمَكِّنُ الْمُصَمِّمِينَ وَالْفَنَّانِينَ مِنْ رُؤْيَةِ أَشْيَاءَ لَمْ تَكُنْ لِتُرَى مِنْ قَبْل.
تُقَدِّمُ الْحَوَاسِيبُ مَعْلُومَاتٍ جَدِيدَةً بِسُرْعَةٍ وَدِقَّةٍ أَدَّتْ إلى تَغْيِّيرِ نَظْرَة النَّاسِ إلى الْعَالَمِ. كَمَا يَسْتَطِيعُ النَّاسُ الاتِّصَالَ بِقَوَاعِد الْبَيَانَاتِ الإِلِكْتْرُونِيَة عَنْ بُعْد. لِذَا يُعْتَبرُ الْحَاسُوبُ مِنْ أَكْثَرِ الآلاتِ أَهَمِّيَّة وَإِثَارَة لِلانْتِبَاهِ مِنْ بَيْنِ الآلاتِ الَّتِي تَمَّ اِخْتِرَاعُهَا.
وَأكْثَرُ الْحَوَاسِيبِ شُيُوعاً، الْحَاسُوبُ الرَّقْمِيُّ. و رَقْمِيٌّ تَعْنِي أَنَّ لَهُ عَلاقَةٌ بِالأَرْقَامِ. تُؤَدِّي الْحَوَاسِيبُ الرَّقْمِيَّةُ عَمَلَهَا، بِتَغْيِّيرِ مَجْمُوعَةٍ مِنَ الأَرْقَامِ إلى مَجْمُوعَةٍ أُخْرَى. وَيُتَرْجِمُ الْحَاسُوبُ كُلَّ الْبَيَانَاتِ ـ سَوَاءً كَانَتْ أَرْقَاماً، أَمْ صُوَراً، أَمْ أَصْوَاتا ، أَمْ عَلامَاتٍ أَمْ كَلِمَاتٍ ـ إلى أَرْقَامٍ بِدَاخِلِهِ. وَكُلَّ مَا يَسْتَطِيعُ الْحَاسُوبُ أَدَاءَهُ يَعْتَمِدُ عَلَى مَقْدِرَتِهِ عَلَى الْقِيامِ بِعَمَلِيَاتٍ وَإِجْرَاءَاتٍ بَسِيطَة عَلَى الأَرْقَامِ كَالْجَمْعِ وَالطَّرْحِ، وَمُقَارَنَة رَقْمَيْنِ لِمَعْرِفَةِ أَيُّهُمَا أَكْبَرُ.
وقَدْ اِنْتَشَرَتِ الْحَوَاسِيبُ الرَّقْمِيَّةُ اِنْتِشَاراً وَاسِعاً حَتَّى أَصْبَحَتْ كَلِمَةُ حَاسُوب بِمُفْرَدِهَا تَعْنِي في الْغَالِبِ حَاسُوبًا رَقْمِيًّا. وَأَكْبَرُ الْحَوَاسِيبِ الرَّقْمِيَّةِ هِيَ أَجْزَاءٌ مِنْ أَنْظِمَةٍ تَمْلأُ غُرْفَةً كَبِيرَةً. أَمَا الْحَوَاسِيب مُتَنَاهِيَة الصِّغَر ـ بَعْضُهَا صَغِير لِدَرَجَةِ إِمْكَانِيَةِ تَمْرِيره خِلالَ ثُقْبِ إِبْرَة ـ فَهِيَ تُوجَدُ بِدَاخِلِ سَاعَات الْمِعْصَمِ، وَحَوَاسِيب الْجيبِ وَغَيْرِهَا مِنَ الأجْهِزَة.
تَتَكَوَّنُ جَمِيعُ الْحَوَاسَيبِ الرَّقْمِيَّةِ مِنْ جُزْأَيْنِ أَسَاسِيَّيْنِ، الذَّاكِرَةُ وَالْمُعَالِجُ. تَسْتَقْبِلُ الذَّاكِرَةُ الْبَيَانَاتِ وَتَحْتَفِظُ بِهَا لِحينِ الْحَاجَةِ إِلَيْهَا. وَتَتَكَوَّنُ الذَّاكِرَةُ مِنْ مَجْمُوعَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الْمَفَاتِيح. وَيَقُومُ الْمُعَالِجُ بِتَغْيِّيرِ الْبَيَانَاتِ، إلى مَعْلُومَاتٍ مُفِيدَةٍ، بِتَحْوِيلِ الأَرْقَامِ إلى أَرْقَامٍ أُخْرَى، حَيْثُ يَقْرَأُ الأَرْقَامَ مِنَ الذَّاكِرَةِ، ثُمَّ يُعَالِجُهَا مُعَالَجَاتٍ رِيَاضِيَّة أَسَاِسيَّة؛ كَالْجَمْعِ أَوِ الطَّرْحِ، وَيَضَعُ الْجَوَابَ في الذَّاكِرَةِ. وَيُكَرِّرُ الْمُعَالِجُ هَذَا الْعَمَل مَرَّة بَعْدَ أُخْرَى حَتَّى يَتِمَّ الْحُصُول عَلى النَّتِيجَةِ الْمَطْلُوبَة. وتَعْمَلُ كثلٌّ مِنَ الذَّاكِرَةِ وَالْمُعَالِجِ إِلِكْتْرُونِيًّا، بِمَعْنَى أَنَّهُمَا يَعْمَلانِ، عَنْ طَرِيقِ إِرْسَالِ الإشَارَاتِ الْكَهْرَبَائِيَة خِلالَ الأَسْلاكِ.
يَتَكَوَّنُ أَصْغَرُ الْحَوَاسِيبِ الرَّقْمِيَّةِ مِنَ الذَّاكِرَةِ وَالْمُعَالِجِ فَقًطْ؛ في حِين تَشْتَمِلُ أَنْظِمَةُ الْحَوَاسِيبِ الرَّقْمِيَّةِ الْكَبِيرَة على أَجْهِزَةِ إِدْخَال وَإِخْرَاج، إِضَافَةً إلى الْمُعَالِجِ وَالذَّاكِرَةِ. وَيَسْتَخْدِمُ مُشَغِّلُ الْحَاسُوبِ جِهَازَ الإدْخَالِ، مِثْل لَوْحَة الْمَفَاتِيح، لإدْخَالِ التَّعْلِيمَات وَالْبَيَانَاتِ إلى الْحَاسُوبِ. وَبَعْدَ الْمُعَالَجَةِ، يَقُومُ جِهَازُ الإخْرَاجِ بِتَرْجَمَةِ الْبَيَانَاتِ الْمُعَالَجَة، إلى هَيْئَةٍ مَفْهُومَةٍ لَدَى الْمُسْتَخْدِمِ ـ كَلِمَات، أو رُسُومَات ـ على سَبِيلِ الْمْثَالِ. ومِنْ أَمْثِلَةِ أَجْهِزَةِ الإِخْرَاجِ شَائِعَة الاسْتِخْدَام الطَّابِعَات، والنِّهَايَات الطَّرَفِيَّة الَّتِي تُشْبِهُ شَاشَاتِهَا شَاشَات التِّلْفَازِ.
وَيَسْتَطِيعُ النَّاسُ التَّفْكِيرَ في الْمُعْضِلاتِ(3) وَإِيجَاد طَرِيقَة لِحَلِّهَا، لَكِن لا تَسْتَطِيعُ الْحَوَاسِيبُ التَّفْكِيرَ. فَلابُدَ أَنْ يُعْطِيَ الشَّخْصُ أوَامِرَ مُبَسَّطَة وَمُحَدَّدَة للحَاسُوبِ لِتَوْضِيحِ الْمَطْلُوب عَمَلُه في الْبَيَانَات التي يَسْتَقْبِلُهَا. وَتُعْرَفُ قَاِئمَةُ الأوَامِرِ الَّتِي يَتَلَقَّاهَا الْحَاسُوبُ بِاِسْمِ الْبَرْنَامج.
وَتَمَّتْ صِنَاعَةُ أَوَّل حَاسُوب رَقْمِي إلكترونِي عام 1946م، وَكَانَ يَمْلأُ غُرْفَةً كَبِيَرةً. ومُنْذُ ذَلِكَ التَّارِيخ أَتَاحَتِ(4) التَّطَوُّرَات الْمُتَلاحِقَة في مَجَالِ تِقْنِيَةِ الْحَوَاسِيبِ، تَطْوِيرَ حَوَاسِيبَ أَصْغََرَ حَجْماً، وأَكْثَرَ قَوَّةً، وأَقَلَّ تَكْلُفَةً.
وتَكْمُنُ قِيَمَةُ الْحَوَاسِيبِ في مَقْدِرَتِهَا عَلى الْقِيَامِ بِأَعْمَالٍ أَسَــاسِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ، بِسُـــرْعَةٍ هَائِلَةٍ ودِقَّــةٍ مُتَنَاهِيَةٍ. وَتَشْملُ هَذِهِ الْمَهَام: 1- حَلُّ الْمَسَــائِلِ الرَّقْمِيَّةِ 2- تَخْزِينُ واسْتِرْجَاعُ الْمَعْلُومَاتِ 3- إِنْشَاءُ الْوَثَائِق والصُّوَر وَعَرْضِهَا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]